09 - 05 - 2025

وجهة نظري| كيكي وأخواتها

وجهة نظري| كيكي وأخواتها

ليست غريبة علينا.. وتحديها ليس صعبا، وليس جديدا.. واجهناه كثيرا عكس غيرنا الذى احتفى به وابتهج وهو يغنى ويرقص على أنغام "كيكى" الشهيرة.

كيكى التى يمارسها أغلبية المصريين لها نكهة خاصة بل نكهات، ليست بدعة أو موضة أو هوجة أو هوسا، فحياتنا لاتسمح بهذا النوع من الترف.. كيكى عندنا تعنى التحدي، التحايل على الظروف الصعبة، مواجهة الخطر للخروج من الأزمة، تحمل المخاطرة للإنجاز واختصار الوقت.

كيكى التى يواجهها المصريين أقسى وأمر وأجدر بالإعجاب والدهشة والعجب فى نفس الوقت.. أسهل أنواع الكيكى تلك التى يمارسها الكثيرون يوميا، وهم يفلتون بأجسادهم المحشورة فى علب السردين المسماة تدليلا بالأتوبيسات.. يسرع أحدهم وهو ينزل بقوة بعكس إتجاه سير الأتوبيس بحركة تبدو إحترافية يؤديها صاحبها بإقتدار وتلقائية تعكس كثرة ما واجه من تحدي، اعتيادنا تلك المخاطر لا تجعلنا نتوقف عند هؤلاء، فهناك بالقطع من هم أبرع، منهم تلك الفتاة التى ضاقت ذرعا من خنقة الأتوبيس أو ربما دفعتها رغبة فى إثبات جدارتها بحركة جريئة بدت مقتصرة على الرجال أو بدافع من حب الإستطلاع أو رغبة فى لفت الأنظار والتميز، تبدو حركتها مثيرة للدهشة والخوف والإستهجان فى نفس الوقت.. لكن مايوقف قلوبنا من الرعب حقيقة عندما تضطر أم تحمل طفلها لمواجهة تحدى كيكى "من غير بهجة ولا غناء، تقفز بجسدها بينما يناولها أحدهم جسد طفلها، وتتعلق كل العيون فى تبتل أن ينتقل الطفل لحضن أمه بسلام.

وتواجه كيكي سيدة مسنة أيضا، فتثير فينا كثيرا من الشفقة عندما نلمحها تسارع بأكياس ثقيلة تحاول أن تخلصها من بين أجساد الركاب فيرق قلب أحدهم ليحملها عنها، حتى تهبط ويعيدها بسرعة قبل أن يتحرك السائق ..

هكذا نواجه كيكى ألما وتعبا وإرهاقا، لكنها ليست التحدى الوحيد فمهما بدت قاسية هناك ماهو على شاكلتها، ووزنه وثقله أكثر قسوة، من يتربصون بأصحاب الآراء المخالفة، من يقيدون حركة كل من يلهث عكس تيار النفاق، من يلوثون سيرة وتاريخ وسمعة كل من يتجرا على المنافسة، من يزعجهم النقد والمعارضة ويضيقون من مجرد طرح الاسئلة، كم من كيكى يواجهها المصريون.. كان الله معهم!
----------------
بقلم: هالة فؤاد

مقالات اخرى للكاتب

قانون الإيجار القديم .. لغم لا يحمد عقباه